تسريب محادثات سرية لضربة اليمن عبر تطبيق مشفر

كشفت وثائق مسربة -حصلت عليها “ذا أتلانتك” حصرياً- تسريب محادثات سرية حساسية في البيت الأبيض، حيث انضم رئيس تحرير المجلة جيفري غولدبرغ عن طريق الخطأ إلى قناة اتصالات مغلقة على تطبيق “سيجنال” كانت مخصصة للتخطيط لضربة عسكرية ضد الحوثيين في اليمن.

المجموعة السرية التي حملت اسم “Houthi PC Small group” ضمت نائب الرئيس فانس ووزير الدفاع هيغسيث ومديرة الاستخبارات غابارد و15 من كبار المسؤولين الأمنيين، وبحسب مصادر مطلعة، تم خلالها مناقشة أدق تفاصيل العملية بما في ذلك التوقيت والأهداف والتحضيرات اللوجستية، قبل أن يكتشف المشاركون -بعد فوات الأوان- وجود طرف غير مصرح به بينهم.

متحدث مجلس الأمن القومي أكد الواقعة في بيان رسمي، مشيراً إلى أن “هناك تحقيقات جارية لتحديد الثغرة الأمنية التي سمحت بهذا الاختراق”، المصادر الأمنية أشارت إلى أن استخدام تطبيق “سيجنال” رغم تشفيره المتقدم يخالف البروتوكولات الأمنية المعتمدة للعمليات السرية.

خبراء الأمن السيبراني الذين اطلعت عليهم المجلة وصفوا الحادثة بأنها “فشل منهجي”، مؤكدين أن مثل هذه المناقشات يجب أن تتم حصراً عبر أنظمة اتصالات مصنفة تابعة لوزارة الدفاع، كما حذروا من أن اعتماد المسؤولين على تطبيقات تجارية ينطوي على مخاطر جسيمة، بما في ذلك إمكانية اختراق الأجهزة أو اعتراض الاتصالات.

اللافت أن المشاركين استمروا في النقاش حتى بعد تنفيذ الضربة في 15 مارس، حيث تبادلوا -حسب التسريبات- رموزاً تعبيرية احتفالية، فيما وصفه محللون عسكريون بأنه “انتهاك صارخ لبروتوكولات الأمن القومي”.

فيما التزمت الإدارة الأمريكية الصمت الرسمي، باستثناء تصريح مقتضب للرئيس ترامب خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي: “لا علم لي بتفاصيل هذه الواقعة”، بينما تشير تسريبات إضافية إلى أن البنتاغون يدرس إجراء مراجعة شاملة لبروتوكولات الاتصالات السرية بعد هذه الحادثة.

هذا التسريب يطرح تساؤلات جادة حول مدى حماية الأسرار الوطنية في عصر الاعتماد المتزايد على التكنولوجيا المدنية، وكشف النقاب عن ثغرات خطيرة في منظومة الأمن القومي الأمريكي