مايكروسوفت تروج لـ ويندوز 11 بأداء أسرع 2.3 مرة ولكن مع تحفظات!
في خطوة تسويقية جديدة، نشرت مايكروسوفت تدوينة تروّج فيها لفوائد الترقية من ويندوز 10 إلى ويندوز 11، مشددةً على مميزات النظام الجديد مثل الواجهة الأكثر سلاسة، والأمان المحسّن، ودعمه المتقدم لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، إلا أن ادعاءها بأن أجهزة ويندوز 11 أسرع بمقدار 2.3 مرة من نظيرتها العاملة بويندوز 10 أثار موجة من التشكيك بين الخبراء والمستخدمين.
اختبارات مثيرة للجدل لـ ويندوز 11
كشفت التفاصيل الدقيقة أن مايكروسوفت اعتمدت في مقارنتها على اختبار Geekbench 6 متعدد الأنوية، لكن مع فارق جوهري: لم تُجرَ الاختبارات على نفس الأجهزة، فبينما استُخدمت معالجات إنتل من الجيل السادس إلى العاشر لويندوز 10، اختُبر ويندوز 11 على معالجات الجيل الثاني عشر والثالث عشر – أي بفارق تقني قد يصل إلى 9 سنوات في بعض الحالات!
وعلّقت مايكروسوفت بأن الأداء قد يختلف حسب الإعدادات والعتاد، لكن مراقبين رأوا أن الاختبار غير عادل، إذ أن مقارنة حقيقية كانت ستقتضي تشغيل النظامين على نفس المواصفات، وفي الواقع، تظهر معظم الاختبارات المستقلة فروقًا طفيفة فقط في الأداء بين النظامين عند استخدام نفس الأجهزة.
استهداف المترددين.. وخصوصًا اللاعبين
يبدو أن الهدف الأساسي من هذه الحملة هو جذب مستخدمي ويندوز 10 المترددين، خاصة مع الإغراء بتحسن أداء بنسبة 230%، لكن اللاعبين – وهم من أكثر الفئات اهتمامًا بالأداء – يدركون أن هذه المزاعم لا تعكس بالضرورة تحسنًا في تجربة الألعاب، حيث أن ويندوز 11 يركز على مزايا واجهة المستخدم والميزات الجانبية بدلًا من تحسين معدلات الإطارات (FPS).
عقبات الترقية: متطلبات صارمة ودعم آخذ في النفاد
تواجه مايكروسوفت تحديًا آخر يتمثل في متطلبات الترقية الصارمة لويندوز 11، التي تشمل ضرورة دعم المعالج لخاصيتي TPM 2.0 وSecure Boot، مما يحرم ملايين الأجهزة القديمة من التحديث مجانًا رغم امتلاكها تراخيص ويندوز 10.
وفي سياق متصل، أعلنت الشركة مؤخرًا عن برنامج “التحديثات الأمنية الممتدة” (ESU) الذي سيُمدد دعم ويندوز 10 لمدة عام إضافي بعد تاريخ إيقاف التحديثات الرسمي المحدد في 14 أكتوبر 2025. ومع ذلك، يبقى مصير الأجهزة غير المؤهلة لويندوز 11 مجهولًا، مما يعرضها لمخاطر أمنية محتملة في المستقبل القريب.
بينما تحاول مايكروسوفت دفع المستخدمين نحو ويندوز 11، تبرز فجوة بين الوعود التسويقية والواقع التقني. والرسالة الأهم هنا: “الأداء الأفضل” قد لا يكون سببًا كافيًا للترقية، خاصة مع بقاء ويندوز 10 خيارًا عمليًا للعديدين – على الأقل حتى نهاية الدعم الأمني.
