الهند بديلًا عن الصين.. آبل تبدأ تجميع هواتف آيفون خارج الصين
تواجه شركة آبل ضغوطًا متزايدة نتيجة تصاعُد التوترات التجارية وفرض الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والصين، وهو ما يُهدد استقرار سلسلة توريدها المعتمدة بشكل كبير على المصانع الصينية٬ لذلك قررت ابل تجميع هواتف آيفون خارج الصين.
تجميع هواتف آيفون خارج الصين
كشفت صحيفة فايننشال تايمز عن عزم آبل نقل عملية تجميع كافة هواتف آيفون المُباعة في الولايات المتحدة إلى الهند، حيث من المُتوقع أن تبدأ هذه الخطوة مطلع العام المقبل٬ يأتي ذلك في إطار مساعي الشركة لتقليل اعتمادها على الصين، خاصةً في ظل التصعيد التجاري بين واشنطن وبكين.
ويُذكر أن السوق الأمريكية تستقبل أكثر من 60 مليون وحدة من آيفون سنويًا، مما سيُحتّم على آبل مضاعفة إنتاجها في الهند لتلبية هذا الطلب٬ وتندرج هذه الخطوة ضمن استراتيجية الشركة الرامية إلى تنويع سلسلة التوريد وتحقيق توازن جيوغرافي أكبر في عمليات التصنيع.
الاستثمارات الصينية والتهديدات الجمركية:
عززت آبل استثماراتها في الصين على مدار السنوات الماضية، حيث أسهمت خطوط الإنتاج المتقدمة هناك في ترسيخ مكانتها كعملاق تكنولوجي تصل قيمته السوقية إلى 3 تريليونات دولار٬ إلا أن التصعيد الجمركي الأخير بين البلدين يُهدد هذه البنية؛ فقد فرضت الولايات المتحدة رسومًا جمركية تصل إلى 145% على بعض الواردات الصينية، بينما ردّت الصين برسوم تصل إلى 125%.
اعتماد آبل على الشبكة الصينية:
تعتمد آبل على شبكة تصنيع ضخمة في الصين، تشمل شركاء مثل Luxshare Precision Industry وفوكسكون، مع وجود مصانع كُبرى في مدن مثل تشنغتشو (المعروفة باسم “مدينة الآيفون”)، بالإضافة إلى ووهان وبكين وغيرها٬ مما يُظهر تعقيد عمليات التجميع التي تديرها الشركة في الصين.
توجه آبل نحو الهند ودول أخرى:
رغم وجود إشارات من الحكومة الأمريكية بشأن تخفيف بعض الرسوم المفروضة على الصين، إلا أن آبل لا تزال عُرضة لتداعيات محتملة قد تؤثر على إمداداتها واستقرار إنتاجها٬ وهذا ما دفعها إلى تسريع وتيرة التوسع في أسواق أخرى، لا سيما الهند.
تعزيز الوجود الصناعي في الهند:
تواصل الشركة تعزيز وجودها في الهند عبر شراكات مع كُبرى الشركات مثل فوكسكون وتاتا للإلكترونيات، حيث تعمل على إنشاء مراكز إنتاج جديدة في ولايات مثل كارناتاكا ومدينة بنغالور.
كما تمتلك فوكسكون مصنعًا في حيدر آباد متخصصًا في تصنيع سماعات AirPods، إلى جانب منشآت أخرى لشركاء مثل بيجاترون وويسترون.
كما يُواجه حجم الطلب الكبير في السوق الأمريكية آبل بضرورة زيادة استثماراتها في القدرات التصنيعية بالهند، لتلبية الاحتياجات وتقليل الاعتماد على الصين.
من الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة كانت قد فرضت رسومًا متبادلة على الهند بنسبة 26%، إلا أن هذه الإجراءات جُمّدت لمدة 90 يومًا في إطار مفاوضات اتفاق تجاري ثنائي، بينما لا تزال الرسوم الأمريكية العامة البالغة 10% سارية المفعول على الواردات الهندية.
وبالتوازي مع خططها في الهند، تتجه آبل إلى تعزيز عمليات الإنتاج في فيتنام، التي أصبحت مركزًا رئيسيًا لتصنيع أجهزتها٬ كما تُدرس الشركة الاستثمار في منشآت تصنيع جديدة في إندونيسيا، دون الكشف عن تفاصيل محددة حتى الآن.