تصريح مارك زوكربيرج اعادة فيسبوك الاصلي في العام الجديد
أعلن مارك زوكربيرج الرئيس التنفيذي لشركة ميتا عن خطط اعادة فيسبوك الاصلي كجزء من استراتيجية الشركة لعام 2025، ورغم عدم الكشف عن تفاصيل دقيقة، إلا أن الإعلاء يشير إلى تركيز ميتا على استعادة بريق فيسبوك بين المستخدمين الشباب، الذين يشكلون مستقبل المنصات الاجتماعية.
وأوضح زوكربيرج، في ردّه على استفسارات المستثمرين حول مشروع “فيسبوك الأصلي” أو “OG Facebook”، أن هذا التوجه يُعدّ من أولويات الشركة للعام الحالي، مع تأكيده على استعداد ميتا لضخ استثمارات كبيرة وزيادة الجهود في هذا المجال، وقال: “هناك إمكانات هائلة لتعزيز الدور الثقافي لفيسبوك وجعله أكثر تأثيرًا مما هو عليه اليوم”.
لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أن هذه التغييرات قد تتطلب تنازلات على المدى القصير فيما يتعلق بالأداء المالي، مما قد يؤثر سلبًا على الإيرادات، وتوقع زوكربيرج أن تبدأ التعديلات في الظهور خلال النصف الأول من العام الجاري، قائلًا: “بعض هذه التغييرات ستُعيد فيسبوك إلى طابعه الأصلي”، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
ويأتي هذا الإعلان في ظل تراجع واضح في شعبية فيسبوك بين الشباب، بينما يظل التطبيق شائعًا بين الفئات العمرية الأكبر، وكشفت دراسة أجرتها مؤسسة “بيو ريسيرش” عام 2024 عن انخفاض نسبة المراهقين الأمريكيين المستخدمين لفيسبوك من 71% في عامي 2014-2015 إلى 33% فقط، مما يضع الشركة أمام تحدٍ كبير لضمان استمراريتها.
وفي أكتوبر 2024، أطلقت ميتا تصميمًا جديدًا لفيسبوك يستهدف جيل المراهقين، المعروف بـ”الجيل زد”، مع تركيز أكبر على المحتوى المحلي والفيديوهات والمجموعات، وتسعى الشركة الآن إلى توسيع هذه التحديثات عبر تجديد شامل للمنصة في 2025، رغم الشكوك حول قدرتها على منافسة تطبيق “تيك توك”، الذي يهيمن على اهتمامات الشباب.
ويبقى السؤال حول إمكانية استعادة فيسبوك لشعبيته بين الشباب عبر العودة إلى “جذوره الأصلية”، فقد سبق لميتا أن حاولت إحياء شعور الحصرية الذي ميّز فيسبوك في بداياته عبر إطلاق منصة “Campus” عام 2020، المخصصة لطلاب الجامعات، لكنها أُغلقت بعد عام ونصف بسبب ضعف الإقبال، كما جرّبت الشركة استقطاب المستخدمين عبر خدمات أخرى دون تحقيق نجاح يُذكر.
في المقابل، بدأت منصات اجتماعية جديدة تعتمد على بروتوكولات مفتوحة مثل “ActivityPub” المستخدم في “Mastodon”، و”AT Protocol” المستخدم في “Bluesky”، تكتسب زخمًا، مما يمنح المستخدمين تحكمًا أكبر في بياناتهم واتصالاتهم بعيدًا عن المنصات المركزية التابعة للشركات التقنية الكبرى، وقد تشكّل هذه المنصات تهديدًا حقيقيًا لميتا في المستقبل.
وعلى مدار السنوات الماضية، حاولت ميتا التخفيف من تأثير تراجع فيسبوك عبر تقديم إحصائيات شاملة عن إجمالي المستخدمين النشطين في جميع منصاتها، بدلًا من التركيز على كل منصة بشكل منفصل، في محاولة لإظهار قوتها الجماعية رغم التحديات الفردية التي تواجهها منصاتها.